اليوم الوطني استذكار وفخار

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اليوم الوطني استذكار وفخار, اليوم الاثنين 23 سبتمبر 2024 01:40 صباحاً

لكم أعشق وطن خطواتي الأولى فوق ثرى أبها بأرجل طفولة حافية تطبع على وجه الزمن أمنياتي، وبيتنا الطيني يتوسط ميدان البديع، بصباحيات بهجة اللعب، ومتعة القرب من سوق الثلاثاء نقطة تجمع الأنفس وتنوع ثقافات القرى مستبشرين بالخيرات، جمالهم وحميرهم وبضائعهم، وأعينهم تتطلع لحاجاتهم، والمتعة تطلقني شقاوة بين البائعين أجاري أقران يتبارون، ويفرحون بنظرات عطف من بياع أو بياعة يهادونهم ثمارا ناضجة تحكي عن حياة مودة وعطف على الصغير.

دارنا كانت مزارا تفتح أبوابها للعانيين، يتقاطرون محبة، عم من الشرق، وخال من الغرب، وقريب ونسيب فالهم البُر والسمن والعسل غدوة، واللحم والعصيد بعد صلاة الظهر.

تجمعات وصل سوالف وضحك ومودة، وسؤال عمن فاته عيد الثلاثاء.

قهوة المسمار المهيلة، والشاهي المخدور، والقرفة، والقشر، من قلب الصلل، واللوز والزبيب تداعب من حضروا من قراهم أهلا وسهلا، وترحيبات عدد النجوم، ووداع عصرية إياب لبيوتهم البعيدة بين الضباب والجروف والعثرب والثمر والغيل، ووداع القمر للشمس، فوق ناقلة بريد، أو على ظهور ضامرة.

بدايات تشبعي بمعاني الوطن ورائحة الثرى كانت هنالك طلحة، وخوخه، وفركسة، ومراع خضراء وأحراش حب، وماشية، ويمامة، تكتبها قبعتي، وفرحتي بالمجتمع، ومتعتي بإطراء العابرين على ترحيبتي، وسؤالهم عن أفراد أسرتي، بطباع وطنية تتغلغل في أعماق أرواح تزهو محبة وتعاونا وقربا.

ألعابنا الصغيرة على خطوط الطين كانت متعة، نتعلم منها "دنينا والحفرة والقب، ومقطار وقمشة" بكينونة تحديات تنبع من العمق، وتزيدنا لمعة أعين البهجة، تهبنا اليقين الواعد بروعة القادم والإصرار، فكل ما حولنا عز وكرامة وتراث أصيل يحكي عن أمة نظام ومعرفة وسواعد تبني حضارة واعدة، نتشرب فيها القدرة والشجاعة والإصرار على الرسوخ والسفر من مدينة إلى أخرى، طلبا للعلم، وترقيا للمهن ورخاء ومكانة ويسر، نسابق قفزات المدنية، والترقي، تحت مظلة سماء جزيرة وطن أرحب وأعم.

وسطه قلب نجد وعيون اليمامة، وامتداد شطوطه الشرقية تحاكي بحر الأسرار، وشماله الصدر الفسيح، وفي غربه جلالة الهدى، وجبال جنوبه الشماء، تغازل كثبان الشموخ، ووعورة الطرق، والإنسان السعودي الناهض يعرق ويشقى ويعيد ضبط بوصلته ويتقدم في مختلف مجالات الحياة، طموح وتعبيد طرق، وبلوغ ناطحات السحاب، ومن مدارس القرى إلى جامعات الدراسات العليا، وسط نهضة تسابق المستحيل، تناهز مصاف دول الحضارات، وعراقة تميز الأفضل، والمقام الأول يصبح كرسينا، والأخ الأكبر أيادينا، ومدادنا ثقة الأخ والصديق والجار.

ولا ننس البترول الذي شق لنا في كل صعب خطوطا وألوانا، فيكون اليوم الوطني موعدنا كل عام، نستجمع ونحيي أساسيات الوطنية والثقة والإخاء، وتعزيز مقومات الدولة الأم الرؤوم لكل العرب والمسلمين، وبما ترنو له وتقدمه للعالم من إبهار، وتواجد مثمر، وتميز شعب يتحدى كل صعاب الماضي، ويطوع الإمكان، على خدود وطننا السعودي، وبما بعد معانقة ومنافسة جامعات ومصانع ومراكز بحوث وتقنيات الدول العظمى، وكوننا منذ البدء وحتى الغد، نعزز بحكومتنا وقواتنا المسلحة جيرة السلام، وشعارنا أمة تستحق الحياة، وتعرف كيف تستدام النعم، بوحدة مساواة وترابط أخوي يحتوينا، ونفتديه بكل محبة، ونتذكر في كل يوم وطني أين كنا بعمق أصالتنا، وأين نقف اليوم ونهدف بعد الغد بتجددنا خلاصة لشموخ اليقين والجدوى.

shaheralnahari@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق