متابعة: ضمياء فالح
صدم ابن ضاحية جنوب لندن الملاكم دانييل دوبوا (27 عاماً) ملعب ويمبلي الشهير، عندما هزم المرشح الأكبر للفوز بالنزال مواطنه الأولمبي الذهبي أنتوني جوشوا بالضربة القاضية بالجولة الخامسة وتحت أنظار 96 ألف متفرج.
بعد النزال نظر بطل العالم بالوزن الثقيل والملقب ب«الديناميت» لوالده ديف (63 عاماً) الذي جعل منه «ملك» الحلبة عبر ساعات من التمرينات القاسية.
كان دانييل يؤدي تمارين الضغط من 3 إلى 5 ساعات يومياً بدون طعام ولا ماء، ما جعل يديه الملتصقتين بالأرض والمتحملتين لثقل جسمه قوة مدمرة، ويعلق والده واسمه الحقيقي ستان: «لا أعطيه طعاماً ولا ماء حتى ينتهي من الحصة، ولهذا هو قوي جداً. أردت فقط تقوية ذهنه، لأن الملاكمة رياضة قاسية، ولا يستطيع رياضي ممارستها».
وكشف الأب، الذي يكتسب قوته من بيع ملصقات، عما دفعه لتنشئة أولاده على الملاكمة، وقال: «كنت أرى الكثير من الرؤى وأنا شاب وأتبع الإرشادات فيها، حلمت أن عليّ إنجاب أولاد وتعليمهم الملاكمة، وهذا ما فعلته. كل شيء ألمسه يتحول إلى ذهب».
دانييل هو الابن البكر ومن زوجة ديف الثانية. نشأ دوبوا في عائلة محافظة، وهو منضبط جداً ولا يشرب الكحول ولا يدخن ولا يرتاد الحانات ولا يتناول إلا الطعام المحضر في المنزل، والطريف أن هاتفه بدون إنترنت بعد نصيحة تلقاها من والده في الصبا. دانييل ليس الوحيد الذي تلقى تربية صارمة من والده، بل أيضاً جميع الأولاد ال11 ومنهم شقيقته كارولين (23 عاماً) واحدة من أفضل الملاكمات في العالم، فيما يتطلع برنس (20 عاماً) وسولومون (12 عاماً) للسير على خطاه.
تتضمن التمرينات أيضاً جري دانييل وكارولين حول المنزل صباحاً، وفي إحدى المرات تدخلت الشرطة للتأكد من عدم إجبار الأولاد على التمرينات من قبل والدهم، وكلاهما درس في المنزل عن بعد لكن اضطر الأب لإلحاق كارولين بالمدرسة فترة قصيرة بعد تهديد من قسم الخدمات الاجتماعية بزيارة العائلة.
يقول دوبوا عن نشأته: «لم أرَ الشارع كثيراً، منذ سن ال8 ووالدي يشغل وقتي بالحلبة والتمرينات، وكنا نغير الجيم عندما تختلف وجهة نظره عن المدربين».
وتردد أن دوبوا هزم جوشوا بسن ال17 في نزال بشيفيلد، لكن دوبوا لم يؤكد الشائعة واختار الملاكم الملقب أيضاً ب«تريبل دي» (دانييل ديناميت دوبوا) البقاء مع والده، فيما رحلت كارولين الحاصلة على ذهبية أولمبية في أولمبياد الناشئين 2018 عن المنزل لتشق طريقها مع مدرب آخر ويعلق دوبوا على قراره: «الأمر أشبه بالسجن، طحن فقط وكل المتعة تأتي لاحقاً. هناك وقت كبير للتمتع لاحقاً».