ملتزمون بنهج سلطان والشيخة جواهر في مواجهة التحديات المعاصرة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحقيق: سارة البلوشي

أكدت قيادات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الالتزام بالنهج الذي رسمه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة لمواجهة التحديات المعاصرة التي تخص الأسرة في الإمارة.
صرحت الدكتورة خولة عبد الرحمن الملّا، رئيسة هيئة شؤون الأسرة والأمينة العامة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أن جميع مستهدفات الخطة الاستراتيجية تعمل لهدف رئيسي، وهو تحقيق التكامل النوعي بين الإدارات المنضوية تحت مظلة المجلس في عمليات التخطيط والتنفيذ، إلى جانب تطوير مقاييس أداء جديدة للإنتاجية، التزاماً بنهج رسمه صاحب السموّ حاكم الشارقة، وقرينته، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد.


وقالت ل «الخليج»، عن إدارات المجلس وخططها لمواجهة التحديات المعاصرة بقضايا الأسرة، إننا نحرص دوماً على تعزيز التعاون مع المؤسسات والجهات المحلية والعالمية المتخصصة في قضايا الأسرة، بهدف تبادل الخبرات والتجارب، والاطلاع على أفضل الممارسات العالمية لتطوير استراتيجية خدماتنا، وفق منظومة برامج وخطط متناسبة مع هذا التغيير بمنظور ورؤية جديدة.
طفل آمن


فيما أشارت هنادي اليافعي، مديرة إدارة سلامة الطفل، إلى أن رؤية الإدارة تتمحور حول مجتمع واعٍ وطفل آمن، مع الحرص على التطرق لمختلف شؤون سلامة الطفل على مدار العام، بإجراء الدراسات المسحية والبحوث، وإبرام الاتفاقات لتفعيل الشراكات المجتمعية، فضلاً عن إنتاج وإطلاق الفيديوهات والرسائل التوعوية ونشرها عبر مواقع التواصل.
وأضافت: الإساءة إلى الأطفال من أخطر أنواع الجرائم، إذ تترك آثارها السلبية العميقة في نفسياتهم وشخصياتهم لتنعكس لاحقاً على علاقاتهم وقيمهم وعلى المجتمع بشكل عام، لذلك نعمل في الإدارة وفي «كنف» بيت الطفل في الشارقة، وفق مبدأ الوقاية خير من العلاج، والتوعية والتثقيف من أكثر أدوات الوقاية فاعليةً.
وأوضحت أن المتغيرات التي طرأت على أنماط الحياة في المرحلة الراهنة، أنتجت أشكالاً جديدة من الإساءة للأطفال لم تكن معروفة من قبل، مثل التنمّر والتحرش الإلكتروني التي تستخدم فيها الكلمة والصورة والمقاطع المصورة، والكثير من أطفال العالم الذين يقعون ضحايا للإساءة يستدرجون عبر منصات التواصل الإلكتروني، وخاصةً أنهم اليوم يقضون وقتاً طويلاً في العالم الرقمي، وعلى الأغلب يتركون من دون رقابة أو حماية كافيتين. وأضافت: اتسعت مساحة احتكاك الطفل بالمحيط العام، سواء في المدارس أو مراكز التسوق أو الأندية والمؤسسات التي تحتضن أنشطة للأطفال، ما جعل رصد المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل مسألة ليست سهلة نسبياً، وتحتاج إلى مزيد من الجهد، كل هذا يترافق مع بقاء احتمالات تعرض الطفل للإساءة في محيطه القريب، مثل الأسرة والأصدقاء حاضنة اجتماعية
وأضافت: يعدّ مركز «كنف» الأول في الدولة والمنطقة، وافتتح بتوجيهات قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، لتوفير الرعاية الشاملة للأطفال ضحايا الاعتداءات الجسدية والجنسية من كل الجنسيات في الإمارة. ويمتاز بأنه يجمع تحت مظلته 10 جهات قانونية وإرشادية وطبية متخصّصة، ما يُسهل على الأهالي والأطفال الضحايا إجراءات التعامل مع الإساءات، ويتمثل الدعم النفسي بتوفير كل ما يحتاج إليه الطفل في مكان واحد، من خدمات نفسية واجتماعية وقانونية، إلى جانب فحوص طبية شاملة، لتسهيل العلاج والتعافي الكامل، ويمكن القول، إن «كنف» يوفر حاضنة اجتماعية مؤسساتية كاملة.
نموذج للنهضة
وأكدت هنادي اليافعي، أن العواقب القانونية والاجتماعية تُسهم في ردع المسيئين والحدّ من الإساءة، وتتضمن إجراءات الحماية فحوص الطب الشرعي بطلب من النيابة العامة، وتقديم تقرير بالنتائج لشرطة الشارقة التي تتولى التدابير اللازمة من جمع أدلّة وتحقيق تحت إشراف النيابة العامة التي تعمل مع النظام القضائي، والمحكمة الاتحادية الابتدائية في الشارقة على تحقيق العدالة للأطفال ضحايا الإساءة.
وأضافت، «يوفر «كنف» للأسر المشورة والدعم والمساندة، مع الحرص على تنفيذ الإجراءات بسلاسة احتراماً لمشاعرهم، وتقديراً للحالة التي يمرون بها، ويمكن القول، إنه نموذج مصغر عن منظومة متكاملة نعمل عبرها على تأمين حياة كريمة للأجيال القادمة التي ستقود المجتمع وتدعم النهضة والتقدم».
التلاحم الأسري
وقالت موضي الشامسي، رئيسة إدارة التنمية الأسرية وفروعها، إن هدفنا الأول تحقيق مبدأ التلاحم الأسري، ومسؤوليتنا بناؤها القوي الراسخ بالقيم، ومشاركتها الفاعلة في التنمية من أولويتنا.
وأشارت إلى أن رسم السياسات العامة للأسرة في الإدارة، يجري خلال دراسات المعلومات، وهي عملية شاملة ترتكز على تحليل الوضع الحالي، والتحديات التي ترصد عبر مشروع إدارة المخاطر الاجتماعية بإمارة الشارقة. وبناء عليه تخطط الدراسات البحثية، بوضع أهداف محددة متوافقة مع رؤية الاستراتيجية العامة، مع التركيز على الشفافية والتعلم المستمر، للخروج بدراسات ذات قيمة علمية واجتماعية، ومشاركة توصيات والمخرجات البحثية مع أصحاب القرار من ذوي العلاقة.
واضافت: تنبثق برامج الإدارة من أربع مبادرات رئيسية (توازن- 180 من التغيير- لنتحدث- رحلة عمر)، حيث بلغ عدد البرامج المنفذة، ضمن المبادرات الأربع، خلال النصف الأول من العام 67 برنامجاً، ب5077 مستفيداً.
وقالت: تجرى عمليات الإرشاد الأسري وفق ضوابط ومعايير علمية ودينية، وتعمل الإدارة على تطوير الإرشاد، بحيث تقدم المشورة والتوجيه قبل حدوث المشكلة، ولا تقتصر على حدوثها
وذكرت أن عدد الاستشارات الأسرية خلال النصف الأول من العام بلغ 424، وكانت موزعة على: 134 اقتصادية، و28 تربوية، و119 قانونية، و28 أسرية، و94 زواجية وأخيراً 21 نفسية.
تعاون وتسهيل
وقالت: نتعاون مع الجهات ذات العلاقة في تسهيل التحديات وتذليل العقبات التي تواجه الأسر، حيث نمتلك علاقات وطيدة مع القيادة العامة لشرطة الشارقة، ودائرة الإسكان، ومحكمة الأسرة، والخدمات الاجتماعية وغيرها من المؤسسات الحكومية التي تقدم الدعم من أجل أسر متماسكة ومجتمع متلاحم.


كما تعدّ مبادرة الربط المجتمعي «عضيدك» من أهم مبادرات إدارة الإرشاد الأسري بالتنمية، وتعتمد على تشكيل منظومة عمل تشاركية بين إدارة التنمية الأسرية وفروعها وعدد من المؤسسات الحكومية والخدمية، لتسهيل الخدمات المتعلقة بقضايا متعاملي الإدارة.
وأضافت: تُسهم المواكبة في تحسين جودة البحوث وزيادة الفاعلية باستخدام التكنولوجيا في جمع البيانات، تحليلها، والتواصل مع الباحثين والمهتمين في المجال الأسري والاجتماعي. كذلك تعميم ومشاركة نتائج البحوث ومخرجاتها وإتاحة قنوات ومصادر جديدة ومواكبة في الدراسة، ما يحسّن دقة البيانات، ويوسع المعرفة والمعلومات والاطلاع على أفضل الممارسات في البحوث الأسرية. كما تعزّز فاعليتها وتأثيرها في تنمية المجتمعات.
تعمل الإدارة في الوقت الراهن على خطة خمسية أعلنت عام 2022 وستسمر مبادراتها حتى 2026.
البرامج الصحية
وقالت إيمان راشد سيف، مديرة إدارة التثقيف الصحي، إن المبادرات والمشاريع التي أطلقتها إدارة التثقيف الصحي، تأتي في إطار مواصلة جهودها الرامية إلى تعزيز مكانة إمارة الشارقة واحةً للحياة الصحية، ونموذجاً يحتذى إقليمياً ودولياً في العناية بصحة مواطنيها والمقيمين على أرضها.
لافتة إلى أن الإدارة تسترشد برؤى وتوجيهات قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، في سعيها لتحقيق الإنجازات الهادفة إلى تحسين السلوكات المرتبطة بالصحة، وصولاً إلى توفير حياة أفضل تضمن رفاهية المجتمع، وغد أفضل للأجيال المقبلة.
الجمعيات الداعمة
وعلى صعيد آخر، تضم الإدارة الجمعيات الداعمة للصحة، منها أصدقاء الرضاعة الطبيعية، وأصدقاء مرضى التهاب المفاصل، وأصدقاء مرضى الكلى، وأصدقاء السكري.
تعنى «أصدقاء السكري»، بتثقيف المرضى وأسرهم وأفراد المجتمع بماهية السكري وسبل التشخيص والوقاية والعلاج والتعايش معه، وتقديم الدعم للمرضى، وأهم برامج حملة البطل الخارق وعدد المستفيدين 33973، ويأتي برنامج «سفراء السكري» بالتعاون مع الجامعة القاسمية، لتأهيل مجموعة من الشباب والشابات من دول عدة، في إيصال رسالتها وبصمتها إلى العالم، انطلاقاً من الشارقة وعدد المستفيدين 40.
و«أصدقاء الرضاعة الطبيعية» تقدم الدعم الصحي والنفسي، للتأكد من استمرارية نجاح الرضاعة وتوعية المقبلات على الزواج بأهمية الرضاعة الطبيعية الشاملة بالطفل، وأهم برامجه «ملتقى الأمهات» وعدد المستفيدات 57، و«برنامج التعليم المستمر: وعدد المستفيدين 84.
إلى جانب نشر الوعي بمرض المفاصل وكيفية الوقاية منه، وأهم برامجه «المارثون السنوي»، وينظم للتشجيع على الحركة، بمشاركة عدد من المؤسسات الصحية والمجتمعية وعدد المستفيدين نحو 5000، والجهات المشاركة 27.
تتمحور الخطة حول رؤيتنا وهي «حياة صحية نوعية للأسرة والمجتمع»، وتركز أهدافنا المستقبلية على تحويل الرؤية إلى حقيقة وتفعيلها لجميع شرائح المجتمع، بداية عن طريق رفع مستوى الوعي بالحياة النوعية الصحية لدى الأفراد والمجتمع بتنفيذ البرامج والفعاليات ذات الأثر المجتمعي الملموس.
بناء الإنسان


وقالت صالحة غابش، رئيس المكتب الثقافي، إن الشارقة عاصمة الثقافة العربية، وباتت بنيتها الثقافية هدفاً تسعى عبره لبناء الإنسان وتنميته وتطويره داخل الدولة وخارجها، وهو ما أدى إلى ارتباط الوجدان العربي بها. متطرقة إلى العمل داخل المكتب الذي احتضن المبدعات العربيات عبر الجوائز الأدبية والشعرية والشخصيات المبدعة التي أثرت في الوجدان العربي.
وأشارت إلى أنه في النصف الأول من عام 2024، صدر عددان من مجلة «مرامي» الفصلية الإلكترونية، وارتفع عدد زوارها إلى نحو 3000، وتنفيذ ثلاثة صالونات ثقافية. وفي مجال المسابقات الأدبية والشعرية أعلنت الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية التي وصل عدد المشاركات فيها إلى 61، وفازت منهن ست مشاركات من دول خليجية.
وتابعت: وعرضت مسرحية «عودة ترشيد» وحضرها 230 شخصاً. فيما نفّذت أولى الدورات التدريبية في ملتقى رعاية المواهب «وقت للإبداع»، وشاركت فيها نحو عشرين منتسبة من الجامعات والخريجات.


صالونات ثقافية
قدم المكتب ثلاثة صالونات ثقافية وبلغت نسبة رضا المستفيدين 98.41% وكان عدد الضيوف المشاركين ثمانية.
آليات التطوير
يهدف المكتب عبر برامجه المتنوعة من جوائز وصالونات ثقافية وورش تدريبية لرفع المستوى الثقافي للأسر، وزيادة الوعي لديهم للحفاظ على الاستقرار، ولتكون الأسرة بالفعل الحاضن الأساسي لرعاية الأبناء وتنمية مواهبهم وتربيتهم، ليكونوا عناصر فعالة في المجتمع.
رؤية المكتب
تتمثل في تقديم مشهد ثقافي معزز للقيم. وأهدافها الاستراتيجية: تعميق الثقة المجتمعية والشراكة المؤسسية، وابتكار مشهد ثقافي جاذب، ورفع تنافسية كفاءات المكتب ثقافياً. وقيم المكتب ترتكز على التكامل والموضوعية والإلهام والدقة والمواكبة، ويتعاون باستمرار مع الخبراء المختصين في قضايا الأسرة والاهتمام بالكوادرالوطنية لتحقيق أهداف ورؤية المكتب.
أسماء حسّوني: الحفاظ على الهوية المؤسسية


أكدت أسماء محمد حسّوني، مديرة المكتب الإعلامي، أن المكتب يهدف إلى مواكبة القطاع الإبداعي في نطاق الإعلام والتسويق عن طريق استحداث استراتيجيات إعلامية مبتكرة توحّد جهود إدارات المجلس. كما يسعى لبناء والحفاظ على الهُوية المؤسسية لكل إدارة ويضمن الاستثمار الأمثل للموارد.
وأوضحت أن المكتب يتمتع بمجموعة من المهام والاختصاصات الحيوية التي تُسهم في تحقيق أهدافه، ومن أبرزها بناء منظومة إعلامية استراتيجية مؤثرة تسهم في تعزيز الرسائل والأهداف الرئيسية، ويعمل على خلق وتوطيد علاقات وشراكات محلية وإقليمية وعالمية، لتوسيع نطاق تأثيره ونقل رسالة وجهود المجلس للعالمية.