نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإفلاس المعنوي, اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024 04:22 صباحاً
لحظات الحياة تركض وتمضي، ونماذج البشر الراكضة خلف ذلك السراب متكررة وسائدة، وخاصة في هذا العصر الذي يمتلئ بالماديات، وقد يمر بها الإنسان، لحظات قصيرة أو طويلة أو تمتد لتشمل كل لحظات الحياة، وكأن هناك هدرا لطاقة بشرية تبددت دون أن يكون لها شأن جديد ومختلف يمكن أن تظهر فيه هذه الطاقة الثمينة.
على سبيل المثال وليس الحصر عندما يأتي حديث متكرر عن الأهداف الحياتية الصادقة في كثير من الأحيان تجدها ترتبط بشكل أو بآخر بالجوانب المالية وكيفية تعزيزها، أو أهداف أخرى كثيرة وكلها مرتبطة أيضا بزيادة الغلة المالية، وليس في ذلك عيب أو خطأ، ولكن أعتقد أنه سيكون إفلاسا معنويا عندما تسيطر لغة المال فقط على جميع الأهداف الشخصية.
لذلك تتعثر الإجابات عندما يطرح سؤال ما هي الأهداف الشخصية مع فرضية وجود مثلا أموال طائلة لديك في حسابك المالي تغطي احتياجاتك واحتياجات الجيل الرابع الذي يأتي من بعدك.
ليس الهدف من المثال السابق هو تقييد الفكرة الرئيسية، ولكنه كتوضيح أن هناك تبديدا للثروة البشرية عندما تنحصر همومها وأهدافها فقط في الركض خلف المال أو بقية الاحتياجات الأخرى، دون وجود أهداف وجودية تضيف مزيجا مختلفا لوجود الإنسان وتأثيره في هذه الحياة، هذه الدوامة وخاصة إذا كانت دائمة الوجود في حياة الإنسان، أعتقد صعوبة الخروج منها ما لم يكن هناك رحلات لا نهائية داخل النفس تثير التفكر المتكرر في أسئلة الهوية: من أنا؟ وماذا؟ ولماذا؟ وكيف؟ هذه الرحلات هي قد تكون سياقا آمنا بعد توفيق الله تساعد على الخروج من كل تلك الدوامات التي لا تريدك أن تخرج من الصندوق أو الطبقات السفلى الماسلوية.
fahdabdullahz@
0 تعليق