اليسار واليمين المتطرف يحاصران الحكومة الفرنسية من يومها الأول

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

باريس ـ (أ ف ب)
تتعرض الحكومة الفرنسية التي شكلها ميشال بارنييه وضمت معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون واليمين بهدف إنهاء أزمة سياسية طويلة في فرنسا، لانتقادات من اليسار واليمين المتطرف اللذين سيقرران استمرارها من عدمه.
وخصصت الحكومة التي أُعلن تشكيلها رسمياً مساء السبت، حيزاً كبيراً لحزب «النهضة» الرئاسي وحيزاً لا بأس به لحزب الجمهوريين اليميني، رغم تراجعهما الكبير في الانتخابات التشريعية التي نجمت عن قرار ماكرون حل الجمعية الوطنية بعد هزيمة المعسكر الرئاسي في الانتخابات الأوروبية.
وسيكون لزاماً على حكومة بارنييه أن تنجح في فرض نفسها لمواجهة جمعية وطنية مقسمة إلى ثلاث كتل لا يمكن التوفيق بينها: اليسار الذي حل في الطليعة في انتخابات يوليو/ تموز لكنه غاب عن الحكومة ويمين الوسط واليمين المتطرف بدور الحكم.
وتعهد اليسار عرقلة عمل السلطة التنفيذية الجديدة. ودعا زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون إلى «التخلص في أسرع وقت من حكومة الخاسرين» التي بحسب قوله: «لا شرعية لها ولا مستقبل».
- «ضمان التوافق» -
وقال وزير الداخلية الجديد برونو ريتيو (الجمهوريون) على موقع إكس: «الفرنسيون يتوقعون شيئاً واحداً فقط من المسؤولين الحكوميين: نتائج. وأنا هنا للعمل تحت شعار واحد: إعادة النظام لضمان التوافق».
وذكر وزير الاقتصاد الجديد أنطوان أرمان في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» أن إلغاء «بعض الرسوم الاستثنائية المحددة منذ الآن لن يكون قراراً مسؤولاً» نظراً لوضع المالية العامة. كما تعهد «خفض الإنفاق العام».
ويعد وضع موازنة 2025 والتي تأخرت كثيراً أصلاً، الأولوية القصوى في أجواء متوترة جداً.
وقال رئيس الوزراء الأربعاء، إنه اكتشف «وضعاً خطراً جداً في الموازنة». وتخضع فرنسا، إلى جانب العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لإجراءات أوروبية بسبب العجز المفرط.

- «حكومة رجعية» -
بين الشخصيات التي تم تعيينها سيتولى جان نويل بارو الوزير الوسطي السابق المسؤول عن أوروبا، حقيبة الخارجية.
والشخصية الوحيدة من اليسار هو ديدييه ميجو لتولي وزارة العدل، بينما دعا إيمانويل ماكرون إلى تشكيل حكومة «وحدة» وسعى بارنييه إلى جذب الديمقراطيين الاشتراكيين، علماً أن النائب الاشتراكي السابق انسحب من الحياة السياسية منذ عام 2010.
تطبع الفريق اليميني التوترات بين رئيس الوزراء والمعسكر الرئاسي الذي كان يحكم بدون منازع منذ سبع سنوات. والسبب فريق يعتبره الحزب الوسطي وجزء من المعسكر الرئاسي، ذا اتجاهات يمينية من دون برنامج واضح بانتظار إعلان خطوط السياسة العامة في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول.
من جهته، وصف زعيم الاشتراكيين أوليفييه فور هذه الحكومة بأنها «رجعية تضرب الديمقراطية عرض الحائط».
من جانبها، أعلنت منظمة غرينبيس البيئية غير الحكومية أن حكومة بارنييه بدت «محصورة في منطق العالم القديم الذي عفا عليه الزمن» في مواجهة حالة الطوارئ المناخية.
أما جوردان بارديلا رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف والذي صاحب القرار في بقاء الفريق الجديد في الجمعية الوطنية، فهاجم حكومة «لا مستقبل لها» فيما انتقدت رئيسة نواب التجمع الوطني مارين لوبن، حكومة «بعيدة كل البعد عن رغبة التغيير والتناوب» التي تم التعبير عنها في الانتخابات التشريعية الصيف الماضي.
وركز ماكرون الذي اضطر إلى التخلي عن جزء من صلاحياته في إطار هذا الائتلاف، على الدفاع والسياسة الخارجية، وسيكون في نيويورك الثلاثاء والأربعاء لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق