شهدت العلاقات التجارية بين المملكة العربية وأمريكا الجنوبية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت هذه العلاقات إحدى الركائز الأساسية في تعزيز التعاون الاقتصادي بين المملكة والقارة اللاتينية.
ولقد سعت العديد من البلدان لتعميق الروابط التجارية والاقتصادية على مختلف الأصعدة مع السعودية، مما أدى إلى تحقيق نمو في حجم التبادل التجاري الذي بلغ 183 مليار ريال سعودي خلال السنوات الخمس الماضية.
وهذا التوسع في العلاقات يعكس رؤية السعودية الاستراتيجية لتعزيز شراكاتها مع دول أمريكا اللاتينية، بما يتماشى مع تطلعات رؤية المملكة 2030 في diversifying الاقتصاد السعودي وتعزيز التعاون الدولي في مختلف القطاعات.
اقرأ أيضًا:
التبادل التجاري بين السعودية وأمريكا الجنوبية
كما تمكنت السعودية من بناء علاقات تجارية قوية مع دول أمريكا اللاتينية، مما دفع قيمة التبادل التجاري بين الجانبين إلى مستويات مرتفعة.
علاوة على ذلك، بلغ إجمالي الصادرات السعودية لهذه الدول حوالي 71 مليار ريال سعودي، في حين سجلت الواردات من هذه الدول 112 مليار ريال، مما أدى إلى ميزان تجاري في صالح أمريكا الجنوبية بلغ 41 مليار ريال سعودي.
ولكن شهدت البيانات التجارية تراجعًا طفيفًا في عام 2023، حيث انخفضت الصادرات السعودية إلى دول القارة بنسبة 13%، مسجلة 18.6 مليار ريال سعودي.
وفي الوقت نفسه، تراجعت الواردات من هذه الدول بنسبة 4% لتسجل 25.8 مليار ريال سعودي.
ونتيجة لذلك، سجل التبادل التجاري بين الجانبين انخفاضًا بنسبة 8% ليصل إلى 44.4 مليار ريال سعودي، في حين بقي الميزان التجاري لصالح أمريكا الجنوبية، محققًا فائضًا بلغ 7.2 مليار ريال سعودي.
دول أمريكا اللاتينية
السلع المتبادلة بين السعودية وأمريكا الجنوبية
كما تركز العلاقات التجارية السعودية مع أمريكا اللاتينية بشكل كبير على قطاعات معينة، حيث تشهد البرازيل والأرجنتين، وهما أكبر اقتصادين في القارة، تبادلاً تجاريًا بارزًا مع المملكة.
علاوة على ذلك، فإن أبرز الصادرات السعودية إلى هاتين الدولتين تشمل الوقود والزيوت والبتروكيماويات والأسمدة، وهي منتجات حيوية في تلبية احتياجات السوق اللاتيني من الطاقة والصناعات المرتبطة بها.
في المقابل، تركز الواردات السعودية من دول أمريكا اللاتينية على بعض السلع الاستهلاكية والزراعية مثل اللحوم والحبوب والسكر، التي تعد من المنتجات الأساسية في المنطقة، مما يعكس تنوعًا في مصادر السلع بين الطرفين.
اقرأ أيضًا:
العلاقات المستقبلية بين السعودية وأمريكا اللاتينية
ومن المتوقع أن تشهد العلاقات التجارية بين السعودية ودول أمريكا الجنوبية مزيدًا من النمو في المستقبل، خصوصًا في قطاعات الطاقة والأغذية.
وهذه القطاعات تعتبر الأبرز في تعميق التعاون بين الجانبين نظرًا لتنوع المنتجات التي يمكن تبادلها والاستفادة منها. السعودية تسعى إلى الاستفادة من الثروات الطبيعية التي تتمتع بها دول أمريكا اللاتينية، بينما تستفيد هذه الدول من الاستثمارات السعودية في قطاع الطاقة والبنية التحتية.
والعلاقات التجارية بين السعودية وأمريكا اللاتينية تمثل خطوة استراتيجية في تعزيز التعاون الاقتصادي بين المملكة والدول اللاتينية.
وعلى الرغم من بعض التراجعات في عام 2023، إلا أن التوقعات تشير إلى أن هذه العلاقات ستشهد مزيدًا من التوسع والنمو في المستقبل، مدفوعة بالتوجهات المشتركة في العديد من القطاعات الحيوية.
تعليقات