القاهرة ()- كان غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات بمثابة محاولة كارثية لتفكيك مبادئ السيادة والديمقراطية. وفي حين تضمنت طموحاته الإطاحة بالحكومة الأوكرانية المنتخبة ديمقراطياً وكشف الوحدة الغربية على أنها منقسمة، فإن الواقع مختلف تمامًا: لم يحقق بوتين أيًا من أهدافه الاستراتيجية.
ووفقا لمقال رأي مشترك كتبه كلا من: لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، وأنتوني بلينكين، وزير الخارجية، في ، كان تحدي أوكرانيا أكثر من رائع. فبدعم من صمود قواتها ومواطنيها، قاومت أوكرانيا هجوم الكرملين بينما تطورت إلى ديمقراطية أقوى ذات علاقات أوثق بالغرب. وقد حظي هذا التحول بدعم كبير من الولايات المتحدة، التي قادت تحالفًا عالميًا غير مسبوق.
من خلال مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، قدمت الولايات المتحدة وخمسون دولة حليفة 126 مليار دولار كمساعدات أمنية لأوكرانيا، ساهم ما يقرب من نصفها من قبل أعضاء غير أمريكيين. هذه المساهمات ليست مجرد أعمال تضامن؛ فهي تعزز الصناعات الدفاعية وتولد فرص العمل، وتضمن عائدًا قويًا على الاستثمار للدول المانحة.
على الرغم من مواجهة تحالف هائل من الخصوم – الصين وإيران وكوريا الشمالية – فقد صمدت أوكرانيا وواجهت العدوان الروسي. لم ترجح القوة الاقتصادية لبكين، وإمدادات طهران من الصواريخ والطائرات بدون طيار، وتزويد بيونج يانج بالذخيرة والقوات الميزان لصالح روسيا.
ومع ذلك، تظل ساحة المعركة محفوفة بالتحديات. تواصل القوات الروسية إلحاق الضرر بالبنية التحتية لأوكرانيا، والثمن الباهظ للمدنيين الأوكرانيين هائل. ومع ذلك، فإن خسائر موسكو مذهلة، مع أكثر من 700 ألف ضحية روسية وموارد متضائلة.
اقرأ أيضًا:
إن الاستقرار الاقتصادي في روسيا يتآكل تحت وطأة العقوبات المنسقة والعزلة الدولية. فقد ارتفع التضخم إلى أكثر من 9%، وارتفعت أسعار الفائدة إلى 21%، وأصبحت أموال روسيا التي كانت في السابق مصدراً هائلاً للرزق في أوقات الرخاء مستنفدة تقريباً.
كما أدى اعتماد الكرملين على الإنفاق العسكري إلى استنزاف آفاقه الاقتصادية، في حين يؤكد النزوح الجماعي للمواطنين الموهوبين على عدم استقرار النظام.
لقد جمد الغرب أكثر من 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي وأعاد توجيه هذه الأموال لمساعدة أوكرانيا. وقد أدى هذا النفوذ المالي، إلى جانب العقوبات المفروضة على البنوك الروسية وصادرات النفط، إلى تضييق الخناق حول آلة الحرب التي يستخدمها بوتن.
إن استمرار دعم الغرب أمر بالغ الأهمية ليس فقط لبقاء أوكرانيا بل وأيضاً للاستقرار العالمي. إن خفض المساعدات أو فرض وقف إطلاق النار قبل الأوان يهدد بإعطاء بوتين الوقت لإعادة تجميع صفوفه وإعادة إشعال فتيل العدوان. ويتطلب السلام الدائم تجهيز أوكرانيا لردع التهديدات المستقبلية وحماية سيادتها.
إن السلام من خلال القوة لابد وأن يكون مرشداً للسياسة الغربية. وأي شيء أقل من ذلك من شأنه أن يشجع الحكام المستبدين في مختلف أنحاء العالم، ويعرض الأمن الدولي والقيم الديمقراطية للخطر.
إن نضال أوكرانيا يتجاوز حدودها، ويرمز إلى النضال العالمي ضد الطغيان. والفشل في مواجهة طموحات بوتين الإمبريالية من شأنه أن يؤدي إلى زيادة العدوان من جانب الأنظمة الاستبدادية الأخرى. ومن شأن التأثيرات المتتالية أن تعرض أمن الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائها في مختلف أنحاء العالم للخطر.
إن الطريق إلى الأمام يتطلب التزاماً ثابتاً بأوكرانيا. إن تعزيز دفاعاتها والحفاظ على الضغط الاقتصادي على روسيا يشكلان خطوات أساسية نحو إنهاء الصراع وتأمين السلام الذي يضمن الاستقرار للأجيال القادمة.