الأقسام: أخبار العالم

مساعدو بايدن يحذرون بوتين من مؤامرة تخريبية روسية تهدد بكارثة جوية

القاهرة ()- في جهد حاسم لتجنب الكارثة، سارع مسؤولو البيت الأبيض إلى تنبيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن مؤامرة تخريبية روسية دبرتها وحدة الاستخبارات العسكرية في موسكو.

وفقا ، هددت هذه الخطة السرية، التي تنطوي على عبوات ناسفة على متن طائرات شحن، بنقل الصراع الدائر في أوكرانيا مباشرة إلى سماء الولايات المتحدة وأوروبا، مما قد يؤدي إلى كارثة جوية.

كشف مؤامرة تخريبية

بدأت أجراس الإنذار تدق في الصيف الماضي عندما اندلعت حرائق غير مبررة في المطارات والمستودعات في جميع أنحاء ألمانيا والمملكة المتحدة وبولندا.

أشارت الشكوك الأولية إلى أن روسيا هي العقل المدبر وراء هذه الهجمات، لكن المخابرات سرعان ما كشفت عن خطة أكثر إثارة للقلق: محاولة إرسال أجهزة حارقة على متن طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة وكندا.

أثار اكتشاف تشغيل تجريبي، حيث اشتعلت منتجات استهلاكية مثل جهاز تدليك إلكتروني أثناء النقل، علامات حمراء. لقد أثبتت هذه الاختبارات الأولية، على الرغم من أنها تبدو غير ضارة، أن وحدة الاستخبارات العسكرية الروسية، GRU، كانت تستكشف اللوجستيات لإرسال أجهزة حارقة يمكن أن تسبب دمارًا في طائرات الركاب والشحن على حد سواء.

يمكن أن تؤدي الخطة، إذا تم تنفيذها، إلى إشعال حرائق هائلة في منتصف الرحلة، مما يعرض الأرواح للخطر ويسبب غضبًا دوليًا.

اقرأ أيضًا:

المخاطر والتوترات المتصاعدة

وصف أليخاندرو مايوركاس، وزير الأمن الداخلي الأمريكي، المخاطر بأنها عالية بشكل لا يصدق، مؤكدًا على خطر “خطأ كارثي” إذا اشتعلت إحدى الأجهزة على متن الطائرة.

تصاعد الموقف إلى الحد الذي فرضت فيه وكالات الاستخبارات الأمريكية تدابير جديدة لفحص البضائع وتعاملت بشكل مباشر مع أكبر شركات الطيران التي تطير إلى الولايات المتحدة. خلف الكواليس، كان المسؤولون في واشنطن في سباق مع الزمن لفهم النطاق الكامل للمؤامرة ومنع وقوع كارثة.

ومع تطور الموقف، وجد البيت الأبيض نفسه في معضلة ملحة: كيف يحذر بوتن، الشخصية الرئيسية التي يمكنها إما وقف العملية أو تصعيدها. وضع كبار المساعدين، بمن فيهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومدير وكالة المخابرات المركزية ويليام جيه بيرنز، استراتيجية لإرسال سلسلة من التحذيرات إلى المسؤولين الروس في محاولة لوقف خطط التخريب.

أوضحت هذه التحذيرات أن أي كارثة ناتجة عن ذلك قد تؤدي إلى انتقام الولايات المتحدة، ووضعت القضية في إطار تمكين الإرهاب.

رد هادئ ولكن حازم

توجت جهود إدارة بايدن بسلسلة من الاتصالات خلف الكواليس مع أقرب مساعدي بوتن. نقل المسؤولون الأمريكيون الرسالة التي مفادها أنه إذا حدثت خسائر بشرية جماعية نتيجة لهذه العملية، فإن روسيا ستتحمل المسؤولية عن تمكين الإرهاب.

كان لهذا التحذير، على الرغم من أنه غير مباشر، تأثير كبير. بدا أن الحرائق المشتبه بها في أوروبا توقفت، مؤقتًا على الأقل. ولكن المسؤولين الأميركيين ظلوا غير متأكدين مما إذا كان بوتن قد أمر شخصيا بوقف هذه الهجمات، أو ما إذا كانت مجرد توقف مؤقت لروسيا لإعادة تجميع صفوفها وتحسين تعقيد أجهزتها.

إنكار معقول ومخاوف مستقبلية

على الرغم من احتواء التهديد المباشر، فإن المخاطر الأساسية المرتبطة بالاستراتيجية العسكرية الروسية المتطورة تظل مصدر قلق.

اقترح المسؤولون أن جهاز المخابرات العسكرية ربما تصرف بشكل مستقل، مما زاد من الضغوط على الغرب دون موافقة بوتن المباشرة. ويظل احتمال استمرار تطور تكتيكات الحرب الخفية الروسية – مثل التخريب وتعطيل البنية التحتية المدنية – وتهديد أمن دول حلف شمال الأطلسي مصدر قلق مستمر.

كما سلط الحادث الضوء على قنوات الاتصال المتوترة وغير المباشرة التي لا تزال قائمة بين الولايات المتحدة وروسيا. وعلى الرغم من عدم وجود محادثات مباشرة بين الرئيسين بايدن وبوتن منذ اندلاع حرب أوكرانيا، فقد استخدم المسؤولون الأميركيون اتصالاتهم مع شخصيات استخباراتية روسية لإرسال رسائل قوية. ويؤكد هذا الوضع على الطبيعة الهشة للعلاقات الدولية خلال هذا الصراع المطول.

توسيع حرب الظل

إن مؤامرة التخريب ليست سوى جانب واحد من حرب الظل الأوسع نطاقاً والمستمرة بين روسيا والغرب. ففي السنوات الأخيرة، لجأت روسيا إلى تكتيكات سرية مختلفة، بما في ذلك التلاعب بنظام تحديد المواقع العالمي، وقطع الكابلات البحرية، وتنظيم عمليات تخريبية مستهدفة.

أدت هذه الأنشطة إلى إعادة تعريف المشهد الأمني ​​في أوروبا، حيث أصبح كل مطار رئيسي وميناء بحري ومنشأة للبنية الأساسية هدفاً محتملاً للتعطيل الروسي.

ويهدف هذا الشكل المتطور من الحرب إلى تقويض إرادة حلف شمال الأطلسي في دعم أوكرانيا دون إثارة مواجهة عسكرية كاملة النطاق. ومع استمرار الحرب في أوكرانيا في عامها الثالث، فقد تؤدي هذه العمليات السرية بشكل متزايد إلى مزيد من التصعيد، مع عواقب مدمرة على الأمن العالمي.

التهديد المتنامي للاستقرار العالمي

في حين نجحت إدارة بايدن في تجنب كارثة محتملة واحدة، تظل القضية الجيوسياسية الأكبر دون حل. ومع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث، تستمر مخاطر التصعيد العرضي أو المتعمد إلى ساحات جديدة، بما في ذلك الأراضي الأميركية والأوروبية، في النمو.

إن الحاجة إلى زيادة اليقظة والتنسيق بين حلفاء الناتو أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، حيث يواجه العالم حقبة جديدة من الحرب الهجينة.