الأقسام: أخبار العالم

ارتفاع عدد الضحايا المدنيين بسبب الأسلحة المتفجرة إلى أعلى مستوياته.. ما القصة؟

القاهرة ()- وفقًا لتقرير سنوي صادر عن منظمة العمل ضد العنف المسلح (AOAV)، وصلت الخسائر المدنية والضحايا الناجمة عن الأسلحة المتفجرة إلى مستويات غير مسبوقة في عام 2024.

كشفت الدراسة، التي نشرتها ، عن مقتل أو إصابة 61353 شخصًا غير مقاتل، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 67% مقارنة بعام 2023. وتسلط البيانات، التي تغطي الحوادث على مستوى العالم، الضوء على التأثير المدمر للصراعات الكبرى في غزة ولبنان وأوكرانيا.

النتائج الرئيسية: الشرق الأوسط وأوكرانيا تهيمنان على الإحصاءات

كانت العمليات العسكرية الإسرائيلية السبب الرئيسي للخسائر المدنية، حيث شكلت 55% من الإجمالي، مع 33910 حالة وفاة أو إصابة.

تبع ذلك العدوان الروسي المستمر في أوكرانيا، والذي ساهم بنسبة 19% من الحصيلة العالمية مع 11693 ضحية مدنية. كما تضمنت الدراسة الصراعات في السودان وميانمار، والتي تمثل مجتمعة 8% من الضحايا ولكنها تؤكد هيمنة الحروب في الشرق الأوسط وشرق أوروبا.

وأكدت الدراسة أن غزة هي الموقع الأكثر تضرراً، حيث سجلت 39% من جميع الضحايا المبلغ عنها في وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية. وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى أن العدد الحقيقي للقتلى كان أعلى من ذلك، حيث بلغ أكثر من 23600 قتيل.

تتناقض هذه الأرقام بشكل صارخ مع التقديرات المنشورة في مجلة لانسيت، والتي أشارت إلى أن عدد القتلى في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب بين إسرائيل وحماس كان أعلى بنحو 40% من إحصاءات وزارة الصحة.

اقرأ أيضًا: 

تعليق الخبراء على البيانات المأساوية

وصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة العمل ضد العنف المسلح، الوضع بأنه مروع، قائلاً: “كان عام 2024 عامًا كارثيًا للمدنيين المحاصرين في العنف المتفجر، وخاصة في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم”.

وتعترف منهجية منظمة العمل ضد العنف المسلح، التي تستند إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية، بأن النتائج التي توصلت إليها تمثل عددًا أقل من العدد الفعلي للقتلى، حيث لا يمكن للتغطية بلغة واحدة أن تغطي مجمل الحوادث العالمية.

ومع ذلك، فإن جمع البيانات المتسق منذ عام 2010 يوفر مقارنة موثوقة من سنة إلى أخرى، مما يكشف عن زيادة عالمية حادة في العنف.

العنف المتفجر: الأسباب والاتجاهات الرئيسية

تم تحديد الضربات الجوية باعتبارها السبب الرئيسي للخسائر المدنية، حيث تضاعف عدد القتلى والجرحى من هذه الهجمات إلى 30804 في عام 2024. أسهم الاستخدام المكثف للقوة الجوية من قبل إسرائيل بشكل كبير في هذا الارتفاع. كما ارتفعت الضربات الصاروخية، وخاصة من قبل روسيا في أوكرانيا، بنسبة 46٪.

ويشير التقرير إلى أن الذروة السنوية السابقة، مثل تلك التي حدثت أثناء الحرب الأهلية السورية والحملات ضد داعش بين عامي 2013 و2017، كانت أقل من نصف الخسائر المسجلة في عام 2024. ويشمل العنف المتفجر الوفيات أو الإصابات الناجمة عن الغارات الجوية والهجمات المدفعية والتفجيرات، لكنه يستبعد الخسائر الناجمة عن إطلاق النار أو الطعن.

الجدل حول تقارير الخسائر المدنية

دافعت إسرائيل عن عملياتها العسكرية، مؤكدة على جهودها للحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين. وردًا على دراسة لانسيت، قال مسؤول إسرائيلي: “لم يتخذ أي جيش آخر في العالم مثل هذه التدابير الواسعة النطاق. الأرقام الواردة في هذا التقرير لا تعكس الوضع على الأرض”.

ومع ذلك، يؤكد تقرير منظمة العمل ضد العنف المسلح على الخسائر البشرية الكبيرة للحملة الجوية الإسرائيلية، فضلاً عن الصراعات العالمية الأوسع نطاقًا.

ترسم دراسة منظمة العمل ضد العنف المسلح صورة قاتمة للتأثير العالمي للعنف المتفجر عام 2024، مدفوعًا بالصراعات المتصاعدة في غزة وأوكرانيا ولبنان. ويعمل التقرير بمثابة تذكير صارخ بالعواقب المدمرة للحرب على المدنيين والحاجة الملحة للتدخل الدولي لمعالجة مثل هذا الضرر والتخفيف منه.