بعد إلغاء الإعفاءات الضريبية.. انهيار سوق السيارات الكهربائية الأوروبية

القاهرة ()- واجه سوق السيارات الكهربائية الأوروبية انتكاسة كبيرة عام 2024، مدفوعة بانخفاض حاد في المبيعات الألمانية بعد إزالة الحوافز الضريبية الحكومية.

وفقا لتحليل ، في حين ارتفع الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، انكمش سوق أوروبا، مما يسلط الضوء على الدور الحاسم للتدابير السياسية في تشكيل نمو الصناعة.

الانحدار الألماني يضرب السوق الأوروبية

شهد السوق الأوروبي انخفاضًا بنسبة 3٪ في مبيعات السيارات الكهربائية، حيث انخفضت إلى 3 ملايين وحدة في عام 2024، وفقًا لبيانات من Rho Motion. تم تحديد سحب ألمانيا للإعانات باعتباره السبب الرئيسي، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 26٪ في مبيعات السيارات الكهربائية في البلاد، بانخفاض 122.517 وحدة مقارنة بالعام السابق.

يتناقض هذا الانحدار بشكل حاد مع الاتجاهات العالمية. في الصين، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 40٪ إلى 11 مليون وحدة، وشهدت أمريكا الشمالية نموًا بنسبة 9٪، حيث وصلت إلى 1.8 مليون مركبة.

أكد تشارلز ليستر من شركة Rho Motion على النمو غير المتكافئ عبر المناطق، قائلاً: “من الواضح أن سياسة الحكومة القائمة على الإغراءات والحوافز تؤتي ثمارها”.

سلط ليستر الضوء على كيفية دعم الإعانات بموجب قانون جو بايدن لخفض التضخم للسوق الأمريكية، في حين ساهمت تفويضات المملكة المتحدة بشأن المركبات الخالية من الانبعاثات في زيادة مبيعات السيارات الكهربائية البريطانية بنسبة 20٪، متجاوزة ألمانيا باعتبارها السوق الرائدة للسيارات الكهربائية في أوروبا.

اقرأ أيضًا:

دور الإعانات والسياسة

وفقًا لما قاله ماتياس شميدت من شركة Schmidt Automotive Research، فإن قرار ألمانيا بإنهاء الإعانات، التي بلغت ذروتها ذات يوم عند 9000 يورو لكل مركبة، أدى إلى اندفاع لشراء السيارات الكهربائية قبل انتهاء البرنامج.

ترك الانخفاض اللاحق فراغًا في السوق، تفاقم بسبب التأخيرات الاستراتيجية في تسليم المركبات من قبل الشركات المصنعة التي تهدف إلى تلبية معايير الانبعاثات الجديدة للاتحاد الأوروبي بدءًا من عام 2025.

وأوضح شميدت، “من المرجح أن يقوم المصنعون بخفض العرض في نهاية عام 2024 لدفع أكبر عدد ممكن من عمليات تسليم السيارات الكهربائية الجديدة إلى عام 2025 للمساعدة في تلبية تشريعات الانبعاثات الأكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي المفروضة من هذا العام”.

وتوقع انتعاشًا يبدأ في أواخر عام 2025، مدفوعًا بتجديد الإيجارات والحاجة إلى الامتثال لأهداف الانبعاثات طويلة الأجل حتى عام 2029.

دروس لصناع السياسات

تؤكد التجربة الألمانية على التأثير الحاسم للحوافز الحكومية في دعم نمو سوق المركبات الكهربائية. وحذر ليستر من التداعيات المحتملة إذا حدثت تخفيضات مماثلة في الدعم في الولايات المتحدة، في إشارة إلى التعليقات الأخيرة للرئيس المنتخب دونالد ترامب حول إعادة النظر في السياسات المتعلقة بالمركبات الكهربائية.

ولم تنشر رابطة مصنعي السيارات الأوروبية بعد أرقام التسجيل السنوية لعام 2024. ومع ذلك، تشير البيانات الأولية ورؤى الخبراء إلى أن عام 2024 يمثل نقطة منخفضة في دورة سوق السيارات الكهربائية الأوروبية، مع توقعات بانتعاش تدريجي.

السياق العالمي

في حين عانت أوروبا، تقدمت مناطق أخرى، مع ترسيخ الصين لهيمنتها في إنتاج السيارات الكهربائية وتبنيها. ويسلط التفاوت الضوء على الضغوط التنافسية على الشركات المصنعة الأوروبية وأهمية السياسات المنسقة لتعزيز استقرار السوق.