القاهرة ()- في تطور مهم نحو وقف إطلاق النار المحتمل بين إسرائيل وحماس، أعلنت إسرائيل أنها مستعدة لسحب قواتها من غزة بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وفقا لتقرير ، يأتي هذا الإعلان في أعقاب اختراق في مفاوضات وقف إطلاق النار التي شملت شخصيات رئيسية، بما في ذلك رئيس وزراء قطر، ومسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية، وممثلي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
الرهائن وانسحاب القوات في قلب المفاوضات
كانت قضية السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة نقطة خلافية في مناقشات وقف إطلاق النار، وفي حين لم تلتزم إسرائيل رسميًا أبدًا بمغادرة القطاع، كشف مسؤول إسرائيلي كبير، ، أنه إذا التزمت حماس بشروط خطة وقف إطلاق النار المكونة من ثلاث مراحل، فإن القوات الإسرائيلية ستخرج في نهاية المطاف من قطاع غزة.
كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أكد في السابق أهمية الحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، مما يشير إلى أن القوات الإسرائيلية ستبقى إلى أجل غير مسمى، ومع ذلك، أصرت حماس على الانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية بمجرد سريان وقف إطلاق النار.
وبموجب الاتفاق الحالي الذي يجري التفاوض عليه، من المقرر أن تطلق حماس سراح الرهائن ــ من النساء والأطفال إلى المسنين والمرضى ــ في المرحلة الأولى.
في المقابل، من المتوقع أن تطلق إسرائيل سراح مئات السجناء الفلسطينيين، ولا يزال وضع هؤلاء الرهائن، بما في ذلك ما إذا كانوا جميعاً على قيد الحياة، غير واضح، حيث لم تؤكد حماس التفاصيل بعد.
اقرأ أيضا..
الانسحاب التدريجي وزيادة المساعدات الإنسانية
تحدد خطة وقف إطلاق النار الانسحاب العسكري الإسرائيلي التدريجي من غزة على مدار المراحل الثلاث للاتفاق، وإلى جانب إطلاق سراح الرهائن والسجناء، ستشهد المرحلة الأولى زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة، وهو ما من شأنه أن يوفر دعماً حاسماً للمنطقة، ومع تقدم وقف إطلاق النار، سوف تتحول المحادثات إلى إنشاء هيئة حاكمة جديدة لغزة وإعادة إعمار المنطقة.
وفي المرحلة النهائية، اقترحت إسرائيل إنشاء منطقة عازلة داخل غزة للحماية من الهجمات في المستقبل.
ومن المرجح أن تظل هذه المنطقة تحت السيطرة الإسرائيلية، وخاصة في المنطقة الحساسة المعروفة باسم ممر فيلادلفيا، والتي تفصل غزة عن مصر.
الدفع الدبلوماسي لوقف إطلاق النار
إن الإلحاح المحيط بهذه المفاوضات يتجلى بوضوح في مشاركة زعماء عالميين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب. ويحرص الزعيمان على تأمين وقف إطلاق النار قبل تولي إدارة ترامب الجديدة لمنصبها، أو على الأقل وضع الأساس لاتفاق في الأيام المقبلة.
انخرط رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بنشاط في الجهود الدبلوماسية لدفع المحادثات إلى الأمام. فقد أجرى مناقشات مع ممثلين أمريكيين، بما في ذلك مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، واجتمع مع مسؤولين قطريين لتسهيل المزيد من المفاوضات.
على الرغم من الطبيعة الإيجابية لهذه المحادثات، فقد عمل نتنياهو أيضًا على تأمين الدعم المحلي لاتفاق وقف إطلاق النار. وقد التقى مؤخرًا بوزراء رئيسيين في مجلس الوزراء الأمني، بما في ذلك بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن جفير، لضمان أن يكون وقف إطلاق النار في مصلحة إسرائيل الاستراتيجية، خاصة في ضوء دعم ترامب لمثل هذا الاتفاق.
الدور الرئيسي لتنسيق الرهائن
عينت الحكومة الإسرائيلية العميد جال هيرش منسقًا لها لشؤون الرهائن والمفقودين. ومن المتوقع أن يلتقي هيرش مع الصليب الأحمر لمناقشة التفاصيل اللوجستية للتبادل المقترح بين الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين. وتعتبر هذه المحادثات محورية لنجاح وقف إطلاق النار وعملية السلام الأوسع نطاقاً.
الدبلوماسية الدولية بشأن القضايا الإقليمية
بالتوازي مع هذه التطورات، زار وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إسرائيل لمناقشة مفاوضات الرهائن الجارية والمخاوف الأمنية الإقليمية الأوسع نطاقاً.
التقى لامي بمسؤولين إسرائيليين، بما في ذلك وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي أكد التزام إسرائيل بتأمين صفقة لإطلاق سراح الرهائن. وأكد ساعر أن نجاح المفاوضات يتوقف على استعداد حماس للموافقة على الشروط.
خلال زيارته، تناول لامي أيضاً القضايا الإقليمية مع ساعر، وخاصة المخاوف بشأن طموحات إيران النووية، والتي تظل محوراً بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل وحلفائها.
التوقعات والتحديات
يُنظر إلى الأيام المقبلة على أنها حاسمة في تحديد ما إذا كانت مفاوضات وقف إطلاق النار ستؤتي ثمارها. وعلى الرغم من الاختراق الذي أحرزته المحادثات، فإن التحديات لا تزال قائمة في تأمين الاتفاق، وخاصة فيما يتصل بالتنفيذ الكامل للانسحاب العسكري الإسرائيلي المقترح وإنشاء هيكل حكم جديد لغزة.
وفي حين يتنقل الجانبان عبر التعقيدات التي تحيط بهذه المناقشات، فإن المجتمع الدولي، بقيادة لاعبين رئيسيين مثل الولايات المتحدة وقطر والمملكة المتحدة، سوف يستمر في لعب دور مهم في تشكيل مستقبل غزة وعملية السلام الأوسع في الشرق الأوسط.
تعليقات