تقديم المسودة النهائية لاتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار في غزة للجانبين

تقديم المسودة النهائية لاتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار في غزة للجانبين

القاهرة ()- وصلت الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع المدمر في غزة إلى منعطف حرج، حيث قدم الوسطاء لإسرائيل وحماس مسودة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار يوم الاثنين.

وفقا ، هذا التطور، الذي وصفه مسؤول مشارك في المحادثات بأنه “اختراق”، يأتي بعد أشهر من المفاوضات المضنية التي قادتها مصر وقطر والولايات المتحدة.

تم الكشف عن المسودة، التي تهدف إلى وقف القتال وتأمين إطلاق سراح الرهائن، في الدوحة خلال مناقشات عالية المخاطر شارك فيها كبار المسؤولين الإسرائيليين وحماس، بالإضافة إلى مبعوثين أمريكيين من كل من إدارة بايدن المنتهية ولايتها وإدارة ترامب القادمة.

قال المسؤول، الذي أرجع التقدم إلى محادثات ماراثونية امتدت حتى الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين: “ستكون الساعات الأربع والعشرون القادمة محورية للتوصل إلى الاتفاق”.

المشاركة رفيعة المستوى والدبلوماسية الاستراتيجية

استقطبت المفاوضات مشاركة دولية كبيرة، حيث التقى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزعيم وفد حماس خليل الحية لمناقشة وقف إطلاق النار.

وفي الوقت نفسه، نسق رؤساء الموساد والشين بيت الإسرائيليين مع المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف -الذي عينه الرئيس المنتخب دونالد ترامب- وبريت ماكجورك، ممثلاً لإدارة الرئيس جو بايدن.

كما لعب رئيس المخابرات المصرية دوراً حاسماً، مع بقاء وفد استخباراتي في الدوحة لضمان التقدم.

يؤكد هذا التقارب الدبلوماسي على خطورة الموقف والمخاطر العالمية التي ينطوي عليها.

أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن تفاؤل حذر، معترفاً بالدور الحاسم للوساطة الأمريكية، وقال ساعر: “هناك تقدم، ويبدو أفضل بكثير من ذي قبل”، شاكراً المفاوضين الأمريكيين على “جهودهم الضخمة”.

اقرأ أيضا..

القضايا الخلافية والتداعيات الإقليمية

على الرغم من التقدم الكبير، لا تزال نقاط الخلاف الرئيسية قائمة، وتواصل حماس الإصرار على إنهاء الصراع بشكل دائم وانسحاب إسرائيل من غزة كجزء من أي اتفاق، وعلى النقيض من ذلك، تتمسك إسرائيل بموقفها القائل بأن الحرب لن تنتهي إلا بتفكيك حماس.

يزداد الوضع تعقيدا مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس المنتخب ترامب، الذي حدد موعدا نهائيا بحكم الأمر الواقع لتأمين صفقة، محذرا من أن “الجحيم” إذا ظل الرهائن في عهدة حماس بعد توليه منصبه.

وإضافة إلى الإلحاح، تشير التقارير إلى أن مؤسسات الحكومة الإسرائيلية تستعد لاستقبال الرهائن الضعفاء والمرضى، وفي الوقت نفسه، يستمر القتال بلا هوادة، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 46 ألف قتيل في غزة، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، وخسائر بشرية كبيرة على الجانبين في الأيام الأخيرة.

التوترات المحلية والدولية

أثار مشروع اتفاق وقف إطلاق النار أيضا نقاشا حادا داخل إسرائيل، وأعرب أعضاء متشددون من حزب الصهيونية الدينية، بما في ذلك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عن معارضتهم الشديدة لأي صفقة لا تحقق تدمير حماس، وقال سموتريتش: “هذا الاقتراح يعرض الأمن القومي الإسرائيلي للخطر”، مسلطا الضوء على الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية.

في غضون ذلك، تظل الجهات الفاعلة الإقليمية مثل قطر ومصر ثابتة في جهودها للتوسط في التوصل إلى حل، وأوضح مسؤول مصري أن المسودة المقدمة ليست اتفاقا نهائيا ولكنها تهدف إلى معالجة القضايا غير المحلولة التي أدت في السابق إلى إعاقة المفاوضات.

الأزمة الإنسانية والتصعيد العسكري

مع استمرار الدبلوماسية، يتفاقم الوضع الإنساني في غزة، وأودت الغارات الجوية الإسرائيلية يوم الاثنين بحياة 21 شخصا على الأقل، بما في ذلك خمسة مدنيين يحتمون في مدرسة.

ويحذر مسؤولو الصحة الفلسطينيون من الظروف المزرية مع وصول النزوح وتدمير البنية التحتية إلى مستويات غير مسبوقة، وفي شمال غزة، حيث كان القتال مكثفا بشكل خاص، يتهم كل من الجانبين الآخر بتفاقم الصراع.

زعم المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس أبو عبيدة أن مقاتليهم ألحقوا خسائر فادحة بالقوات الإسرائيلية، حيث أفاد بمقتل 10 جنود إسرائيليين وإصابة العشرات في الهجمات الأخيرة.

من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي العمليات الجارية لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها، مما أدى إلى تكثيف الأزمة الإنسانية المروعة بالفعل.

أمل هش للسلام

يمثل المسودة النهائية لاتفاق الهدنة التقدم الأكثر أهمية في أكثر من عام من المفاوضات، ولكن مع استمرار الخلافات الجوهرية دون حل واستمرار العنف الذي يهدد بعرقلة المحادثات، فإن الطريق إلى السلام يظل محفوفاً بالشكوك.

بينما يسعى الوسطاء الدوليون إلى تحقيق اختراق، فإن الأيام المقبلة سوف تحدد ما إذا كان هذا الأمل الهش في وقف إطلاق النار قادراً على الصمود في وجه التوترات العميقة الجذور والواقع السياسي المعقد في المنطقة.