شهدت سواحل منطقة “رابغ” غرب المملكة العربية السعودية ظاهرة جوية نادرة، تتمثل في ظهور “الشاهقة المائية”، أو ما يعرف بـ”التنين المائي”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها التنين المائي بدول الخليج، فقد تم رصد ظهورها قبل ذلك في شتاء 2022 على سواحل إمارة الفجيرة بدولة الإمارات قبل أن يتم رصده بـ السعودية مؤخرا.
تتميز هذه الظاهرة بعمود دوار من الهواء والماء يمتد من السحب إلى سطح البحر، مسببًا مشهدًا يشبه التنين الأسطوري.تُعد الشاهقة المائية ظاهرة نادرة في منطقة الخليج العربي، حيث لم تُسجل سابقًا إلا في فترات متباعدة، ما يثير تساؤلات حول أسباب حدوثها مؤخرا ، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر على المنطقة.
تتكون الشاهقة المائية عندما تلتقي تيارات هوائية دافئة ورطبة من سطح البحر مع تيارات هوائية باردة وجافة من الطبقات العليا في الجو، مما يؤدي إلى تكوّن دوامة قوية تتجمع فيها المياه على شكل عمود دوار.
تحدث هذه الظروف عادة في المياه الدافئة (حوالي 26 درجة مئوية وما فوق)، حيث يكون هناك تباين كبير في درجات الحرارة بين الهواء والمياه.
في السنوات الأخيرة، شهدت مياه الخليج العربي زيادة ملحوظة في درجات حرارة سطح البحر، مما ساهم في توفير البيئة المناسبة لظهور الشاهقات المائية.
وفقًا لدراسة نشرتها دورية “دييب سي ريسيرش بارت تو”، تشهد مياه المنطقة زيادة في تكرار وشدة موجات الحرارة البحرية، حيث ترتفع درجات حرارة سطح البحر في المنطقة بمعدل 0.36 درجة مئوية لكل عقد.
مع هذه الزيادات الواضحة في درجات حرارة المياه، من المتوقع أن تصبح مشاهد مثل الشاهقة المائية أكثر تكرارًا في المستقبل، مثلما أصبحت الأعاصير معتادة أيضًا، للسبب نفسه وهو ارتفاع درجة حرارة المياه.
يُشار إلى أن الشاهقة المائية تختلف عن الأعاصير الاستوائية في الحجم والمدة، حيث تستمر لفترة قصيرة (من بضع دقائق إلى 10 دقائق)، وتكون الرياح أقل قوة من الأعاصير الاستوائية، ولكنها قد تسبب أضرارًا إذا كانت قريبة من السواحل.
يُعتبر ظهور الشاهقة المائية في سواحل رابغ مؤشرًا على تزايد تأثيرات التغير المناخي على المنطقة، مما يفرض ضرورة فهم هذه الظواهر وتحليلها بشكل دقيق لمواجهة تحديات التغير المناخي، ولحماية السواحل والنظم البيئية البحرية من تأثيراتها المتزايدة.
اقرا أيضًا: