فلول نظام الأسد.. يبدو أن مهمة الإدارة الجديدة في سوريا لفرض الأمن والاستقرار لن تكون سهلة كما كانت عملياتها العسكرية التي نجحت خلالها في إسقاط نظام الأسد والسيطرة على العاصمة دمشق.
انسحاب الجيش السوري أمام فصائل المعارضة وإدارة العمليات العسكرية سهل من مهمة المعارضة في إسقاط النظام، وما زاد من سهولة المهمة قيام رأس النظام بشار الأسد بالهروب إلي روسيا.
بعد سقوط النظام بدأت تظهر التحديات الأمنية التي تهدد استقرار سوريا وأهمها وأخطرها انتشار السلاح بيد مئات الآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية السابقة وفلول نظام الأسد.
وشهدت مدن بالساحل السوري، مظاهرات نظّمها فلول من نظام الأسد المخلوع أمس الأربعاء في اللاذقية وطرطوس وحمص، ردد فيها المشاركون شعارات طائفية، على خلفية تداول تسجيلات مصورة لاعتداء تعرض له ضريح “الخصيبي”، أحد مشايخ الطائفة العلوية بمدينة حلب قبل نحو 3 أسابيع.
وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة تظهر خطابات تحريض طائفي تطلقها بعض الشخصيات المحسوبة على أبناء الطائفة العلوية في سوريا، ومن بينهم شخصيات معروفَة بولائها الشديد للميليشيات الإيرانية.
وفي وقت سابق من الأربعاء، أعلن وزير الداخلية السوري في حكومة تصريف الأعمال محمد عبد الرحمن، مقتل 14 عنصراً وإصابة 10 آخرين من قوات الأمن الداخلي بالوزارة “إثر تعرضهم لكمين غادر من قبل فلول النظام بريف محافظة طرطوس، في أثناء أدائهم لمهامهم في حفظ الأمن وسلامة الأهالي.
وأضاف وزير الداخلية في بيان، أن الوزارة “قدمت الأربعاء مثالاً في التضحية والفداء للحفاظ على أمن سوريا واستقرارها وسلامة أبنائها، هذه التضحيات لن تتوقف حتى تحقيق الاستقرار وبسط الأمن للشعب السوري، وسنضرب بيدٍ من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن سوريا وحياة أبنائها”.
وبحسب تقارير فإن الهجوم حصل في قرية “خربة المعزة” بريف طرطوس، بعد أن حاولت فرق الأمن الداخلي اعتقال ضابط عسكري مرتبط بجرائم قتل وتعذيب في سجن صيدنايا خلال حقبة الرئيس السابق بشار الأسد مرتبطة بسجن صيدنايا.
وفي مقابل ذلك، شهدت عدة مدن سورية خروج عشرات الاحتجاجات لمطالبة الإدارة السورية الجديدة بمحاسبة “مثيري الفتنة الطائفية” والمحرضين على العنف في البلاد، بعد هجوم شنّه مسلحون من فلول النظام المخلوع على قوات الأمن الداخلي في ريف طرطوس ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 20 عنصراً من القوات.
من جانبها، أطلقت إدارة العمليات العسكرية في سوريا عملية لضبط الأمن وملاحقة فلول نظام بشار الأسد في محافظة طرطوس.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إطلاق عملية أمنية في غرب سوريا ضد “ميليشات الأسد”.
وذكرت الوكالة “إدارة العمليات العسكرية بالتعاون مع وزارة الداخلية تطلق عملية لضبط الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وملاحقة فلول ميليشيات الأسد في الأحراش والتلال بريف محافظة طرطوس.
بدورها، أعلنت قيادة الشرطة في عدة مدن سورية فرض حظر تجوال من الساعة 6 مساءً حتى الساعة 8 صباحاً، وذلك على خلفية انتشار فيديو يُظهر اعتداء على مقام الشيخ أبي عبد الله الخصيبي في محافظة حلب.
وفي ردها على الفيديو المنتشر، أكدت وزارة الداخلية السورية في بيان أن الفيديو قديم، ويعود إلى فترة تحرير مدينة حلب، وأوضحت أن “أجهزة الوزارة تعمل على مدار الساعة لحماية الممتلكات والمواقع الدينية”، مشيرة إلى أن الهدف من إعادة نشر هذا الفيديو هو “إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد”.
من جهته، اتهم وزير الإعلام السوري محمد العمر جهات وصفها بـ”أياد خفية” تسعى لإثارة الفتن الداخلية في سوريا.
وقال الوزير السوري إن الفيديو المتداول عن حرق مزار ديني في حلب قديم، وإن الحكومة ملتزمة بحماية كل المواقع الدينية والتاريخية في البلاد.
وأشار إلى أن السلطات ستتعامل بحزم لضمان استقرار سوريا ولن تسمح بوجود أي تجاذبات طائفية.